{يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار (...) ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (سورة يوسف: ٣٩، ٤٠).
وذلك يدل على ما كان عليه يوسف من العزيمة، فلم يقصر في القيام بمهمة الدعوة إلى الله حتى في السجن، ولم يضيع فرصة تهيأت له لهداية الخلق. وهو نموذج رائع للراغبين في الاشتغال بالدعوة والإرشاد، إلا أن الكتاب المقدس لم يذكر هذا الأمر.
٨ - وفي الكتاب المقدس طلب الملك يوسف ليفسر له رؤياه فانطلق يوسف إليه على الفور وفي القرآن الكريم أنه أبى أن يخرج من السجن وطلب من الملك أن يحقق أولا فيما وجه له من اتهام. {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن}(سورة يوسف: ٥٠).
وهذه أحسن شهادة تدل على عصمة يوسف وتقواه وصموده واعتزازه بنفسه.
٩ - وفي القرآن الكريم أن نسوة مصر شهدن ببراءة يوسف:{قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء}(سورة يوسف: ٥١).
وأن امرأة العزيز هي الأخرى شهدت على صدق يوسف وطهارته: {قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين (...) ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين (...) وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}. (سورة يوسف: ٥١ - ٥٣).
وقد سكت الكتاب المقدس عن بيان هذه الأوصاف والمحاسن وغيرها مما تضمنته هذه السورة المباركة التي يستنتج منها عشرات القضايا والنكات. وينبغي الرجوع في ذلك إلى كتابي "الجمال والكمال"(تفسير سورة يوسف).
وبدراسة البداية من هذا الكتاب سيعلم القارئ أن هذه السورة المباركة (سورة يوسف) بأكملها تضمنت أيضا ما تنبأ به القرآن الكريم عن أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - المباركة.
بعد هذه الإفادات هل يصح القول أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع موضوعات الكتاب المقدس ثم صاغها من عنده؟
موسى عليه السلام: لا يفيض الكتاب المقدس في ذكر أحد من الأنبياء مثل إفاضته في