ذكر موسى عليه السلام فسفر الخروج وسفر الأخبار وسفر العدد وسفر التثنية كل هذه الأسفار تضمنت ذكر أحواله. كما أن القرآن الكريم أيضا لم يذكر قصص أحد بقدر ما ذكر قصص موسى عليه السلام. ومع ذلك فإن مجموع ما ذكره لا يبلغ حجمه سفرا من أسفار الكتاب المقدس سابقة الذكر.
ونقتبس هنا أكثر المواضع مرتبة طبقا لموضوعاتها:
١ - ففي سفر الخروج (٤/ ١٤): " حمى غضب الرب على موسى ".
وذلك حين أبى موسى أن يقبل الرسالة من الله. وقد أخبر القرآن في هذه المناسبة بأن الله خاطب موسى برفق ولين {يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون} (سورة النمل:١٠).
٢ - وفي سفر الخروج (٦٠/ ٢٧): " وأخذ عمرام يكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى ".
ولا ندري ماذا يعني الكتاب المقدس من هذا البيان فإن القرآن يشيد بذكر أم موسى عليه السلام:
ألف - {وأوحينا إلى أم موسى} (سورة القصص: ٧).
وليعلم أن النساء اللاتي أوحى الله إليهن قليلات جدا في العالم ويظهر من القرآن أن هؤلاء هن أم موسى وعيسى وتحتل أم إسماعيل هذه المنزلة في الكتاب المقدس وقد جاء إليها الملك مرتين في حياة إسماعيل وبلغها رسالة الله وبشرها بما سيحدث في المستقبل.
انظروا سفر التكوين (الأصحاح ١٦/ ٧ - ١١)، والأصحاح (٢١/ ١٧).
ب - وقال تعالى في موضع آخر مشيدا بأم موسى {لولا أن ربطنا على قلبها} (سورة القصص:١٠).
وهذا يدل على وجود الرابطة بين قلب أم موسى الطاهر وبين الرب جل وعلا.
٣ - وفي سفر الخروج (٧/ ١): " فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلها لفرعون ".
وليتأمل القراء في كلمة " إله " أهكذا يتم تعليم التوحيد؟ إذا كان أحد يستطيع أن يكون مشابها لله فكيف تبقى إذن وحدانيته في الذات والصفات؟ قال تعالى في كتابه المجيد: {ليس كمثله شيء} (سورة الشورى: ١١).