للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الصلوات الخمس بأوقاتها يوميا يعود المسلم على الالتزام بالمحافظة على الوقت، كما أن تطهير الجسم واللباس والمكان من الأوساخ والنجاسة خير وسيلة إلى صحة الجسم، هذا بالإضافة إلى أن تأدب القلب واللسان والجوارح أمام العظمة الإلهية وجلال الله وكبريائه هو نور مدهش يؤدي إلى التنوير الروحاني.

٢ - وعلى قدر الالتزام بالصلاة تكون مبادرة الإنسان إلى النوم والاستيقاظ، وكأنه يخضع كل هذا إلى جدول زمني محدد، وهذا يعني أن الإسلام يقضي عن طريق الصلاة على أهواء النفس وشهواتها.

٣ - إن حضور المسجد للصلاة، والتزام الجماعة هو روح التمدن والرقي، ومن أظهر الوسائل للاتحاد والانسجام وتبادل الأفكار والآراء فالأمي يسهل عليه أن يتعلم من خلال الأشباه والنظائر، كما يمكن للعالم أن يؤدي واجبه في الدعوة بسهولة ويسر، ويتلقى الغني بوقوفه جنبا إلى جنب في الصلاة درس المساواة، ويرضى الفقير نفسه وروحه بعدالة الإسلام حين يجد نفسه جالسا بجوار الغني.

٤ - إن من يتركون الصلاة أو يتكاسلون في الحضور إلى المسجد أو التزام الجماعة يحرمون من هذه الفضائل الخلقية، ولا يخفى مصير الأمة التي يتجرد أفرادها من هذه المثل الأخلاقية: يقول تبارك وتعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}.

[المؤاخاة]

جعل الله تبارك وتعالى المسلم أخا للمسلم وهكذا قال:

{فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}.

١ - ومن آثار هذه الأخوة أنه لو عقد مسلم معاهدة مع قوم معادين وجب على جميع المسلمين الالتزام بهذه المعاهدة التزاما كاملا.

ولو ذهب مسلم إلى بلد بعيد فإن الأمة كلها تطلب له السلامة والعافية، ولو تعرض لظلم معتد، التزمت الأمة كلها برد هذا المعتدي والثأر منه.

كما أن كل مسلم يرى أن قضاء حاجة اليتيم والأرملة وطالب العلم فرض عليه مثلما يلتزم بذلك تجاه أولاده وتجاه أولاد شقيقه وأرملته.

<<  <   >  >>