للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضع رأسه، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: ما يضحكك يا رسول الله (ص)؟ قال: ((ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله)) كما قال في الأول، قالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: ((أنت من الأولين)) فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، مع زوجها عبادة بن صامت، فصرعت عن دابتها حين خرجت في العودة، من البحر فهلكت)) (١).

[تنبؤ عن أحداث في المستقبل]

٣ - أخرج البخاري عن عدي بن حاتم الطائي قال: بينما أنا عند النبي (ص) إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال:

((يا عدي، إن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله)) قلت فما بيني وبين نفسي: فأين دعار طى الذين قد سعروا البلاد؟ ((ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى)) قلت: كسرى بن هرمز؟ قال:

((كسرى بن هرمز)).

((ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه)).

قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم (ص) يخرج ملء كفه (٢).

قال البيهقي: وقد صدق الله تعالى قول رسوله (ص) في هذه الثالثة في زمن عمر بن عبد العزيز، حيث إن الرجل يخرج بمال زكاته فلا يجد له من الفقراء من يقبله فيرجع به

إلى بيته (٣).


(١) البخاري ٦/ ١٠ رقم ٢٧٨٨، ومسلم ٣/ ١٥١٨ رقم ١٩١٢.
(٢) البخاري ٦/ ٦١٠ رقم ٣٥٩٥.
(٣) دلائل النبوة للبيهقي ٣٢٣/ ٦.

<<  <   >  >>