للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العدل والرحمة]

لو تخاصم إليه رجلان، عدل بينهما، ولو كان لأحد معه شيء رحمه.

١ - سرقت بمكة امرأة اسمها فاطمة فاستشفع الناس لها أسامة بن زيد لدى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "أتشفع في حد من حدود الله، لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" (١).

٢ - قال سواد بن عمر حضرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أرتدي ثوبا مصبوغا بالورس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: حط حط، وغمز بعصاه في بطني، فقلت أقتص منك يا رسول الله، فكشف الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بطنه وقال اقتص (٢).

[الرحمة بالأعداء]

- وقع قحط شديد بمكة حتى أكل الناس الميتة والعظام، فجاء أبو سفيان بن حرب (وكان من غلاة أعداء الإسلام) إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا محمد، جئت تأمر بصلة الرحم وإن قومك هلكوا فادع الله، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسقط الغيث.

- وفي الحديبية كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الفجر مع المسلمين فنزل سبعون أو ثمانون رجلا من جبل التنعيم، يريدون الفتك بالمسلمين، فقبض عليهم جميعا، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إعتقهم دون فدية أو عقاب (٣).

[الجود والكرم]

- ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرد السائل أو يقول له "لا" وإن لم يكن عنده ما يعطيه اعتذر كأنه يطلب العفو.

- جاء رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله فقال: ما عندي شيء ولكن اتبع فإذا جاءنا شيء قضيناه، فقال له عمر: ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرف البشر في وجهه وقال: بهذا أمرت، ذكره الترمذي (٤).


(١) صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها كتاب الحدود.
(٢) الشفاء لقاضي عياض [ص:٣١١].
(٣) صحيح البخاري، عن ابن مسعود باب إذا استشفع المشركون (٢/ ١٩).
(٤) الشفا [ص:٥٠] نقلا عن شمائل الترمذي.

<<  <   >  >>