فهر: في زمنه خرج حسان حاكم اليمن بجيشه يغزو مكة وكان يريد أن يهدم الكعبة ويحمل أنقاضها إلى اليمن ليبني الكعبة هناك فقاتله فهر، وإخوانه فانهزم حسان وأسر وظل حبيسا ثلاث سنوات، ثم أطلق فهر سراحه فمات، وهو في طريقه إلى اليمن (١). وقد أقر العرب لفهر بالعظمة والرفعة بعد هذا النصر.
ولقبت فهر بقريش. وقريش بلغة أهل الحجاز السمكة الأنثى التي تعد من أكبر الحيوانات في البحر. وقد سمى فهر وأولاده قريشا لأنهم كانوا أشد بأسا وأعظم شأنا بين جميع القبائل العربية ولنلاحظ هذه الأبيات:
وقريش التي تسكن البحر ... بها سميت قريش قريشا
سلطت بالعلو في لجة البحر ... على ساكني البحور جيوشا
يأكل الغث والسمين لا يترك ... فيها لذي الجناحين ريشا