للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضرورة إصلاح كل هذه الأمور، وانتهى الأمر إلى تأسيس حلف ضم بني هاشم وبني المطلب، وبني أسد، وبني زهرة وبني تميم.

وتعاهد أعضاء هذا الحلف على ما يلي:

١ - القضاء على فساد البلاد.

٢ - حماية المسافرين.

٣ - مساعدة الفقراء.

٤ - رد مظلمة الأقوياء على الضعفاء (١).

وكان من نتيجة هذا التدبير حماية أرواح وأموال الناس وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في زمان بعثته أيضا: "لو دعا أحد لمساعدة أحد باسم هذا الحلف لكنت أول من يهب لنجدته".

[الصادق الأمين]

في تلك الأيام أثرت مثل هذه الأعمال الصالحة على قلوب الناس حتى إنهم لم يكونوا ينادونه باسمه بل كانوا ينادونه بـ "الصادق" أو "الأمن".

وكان عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسة وثلاثون سنة حين جددت قريش عمارة الكعبة (التي تصدعت جدرانها من أثر السيل) (٢).

وبينما كان الجميع مشغولون في إعادة إعمار الكعبة حدث خلاف يتعلق بوضع الحجر الأسود (٣)، فكان كل واحد يرغب في أن يتم ذلك على يديه، واستمر هذا


(١) صدر في إنجلترا قرار نايتهد الذي أقر أعضاؤه بمثل قرارات الحلف المذكور وكان ذلك بعد هذا الحلف بعدة قرون.
(٢) أول بناء للكعبة كان على يد إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، وقام بتجديد عمارتها بنو جرهم، وبنو العمالقة وقصي وقريش، وكان ذلك يتم نظرا للتقادم أو تأثير السيل أو غير ذلك، ولم يحدث أن استولى على الكعبة أجنبي وهدمها وذلك لمدة خمسة آلاف سنة مثلما حدث لهيكل أورشليم وهذا شرف لم ينله أي معبد في الدنيا.
(٣) كان من عادة إبراهيم عليه السلام وأولاده أن يضعوا حجرا طويلا قائما على هيئة عمود، في المكان الذي يجعلونه للعبادة، مثلما يضع المسلمون اليوم وقت الصلاة في مكان واسع قصبة يقال لها سترة
- وهذا ثابت من كتاب التكوين (١٢/ ٧ - ٨) (١٣/ ١٨)، (٢٦/ ٢٥)، (٢٨/ ١٨ - ١٩ - ٢٣) وكتاب الخروج (٢٥/ ٢٤ - ٤) =

<<  <   >  >>