وكانت القبائل حديثة العهد بالإسلام في مصر وغيرها ممن كانوا قتلوا عثمان رضي الله عنه قد أرغموا عليا رضي الله عنه أن يبلغ عثمان رضي الله عنه مطالب الثوار فخطبهم علي رضي الله عنه وقال: "والله ما أدري ما أقول لك ما أعرف شيئا تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك هو، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله كما صحبناه. وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب أولى بعمل الحق منك، وأنت أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا، (نهج البلاغة [ص:١٣٥]) ط أتبريز ١٢٦٧هـ). وعبد الله بن سلام الصحابي الذي أخبر القرآن عنه بأنه عالم الكتاب كان قد قال للفئة الباغية: إن قتلتم عثمان رضي الله عنه ضرب المسلمون بعضهم عنق بعض في الإسلام .. فلم يعيروا لقوله أهمية فوقعت في الإسلام حوادث فاجعة من جراء ذلك، فهتكت حرمة الخلافة والحرم النبوي والشهر الحرام ولم تبق حرمة ولا كرامة لأي أمر كبير في نظر الثوار، والبغاة. إنا لله وإنا إليه راجعون. =