للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإيمانية إلى الرؤية العينية، يرى صاحب اليقين المغيبات مثل المشاهدات، ويحصل على الحقائق الأصلية والمعارف الروحية.

١٤ - والصدق شفيعي: حينما يتفق شخص مع آخر فيتحالف معه في الأهداف والأغراض يقال له الشفيع. والشفيع في اللغة في معنى الزوج، كما في قوله تعالى: {والشفع والوتر} (الفجر: ٣).

والصدق أصل كل شيء وكمال قوته، انظروا إلى الألفاظ التالية:

١ - العزم الصادق هو الإرادة التي تتصف بالقوة والتمام.

٢ - والحب الصادق هو الحب الذي يكون كاملا وأصليا.

٣ - والخبر الصادق هو الإعلام الذي تكون جميع عناصره كاملة قوية.

والقرآن الكريم قد ذكر عدة مقامات للصدق:

١ - فقد لقن النبي (ص) هذا الدعاء:

{رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} (الإسراء: ٨٠).

فهذا الدعاء يوضح مسألة سؤال مدخل الصدق ومخرج الصدق، والمراد بمدخل الصدق هو توجه العبد إلى الله وإلى الأحكام الإلهية، على أن لا يشوب الريب والشك هذا التوجه له وأن لا يكون له نهاية.

ويدخل في مدخل الصدق هذا دخول النبي (ص) في المدينة المنورة وهو ما كانت بركاته وأنواره غير متناهية.

والمراد بمخرج صدق هو عزيمة العبد الذي يعرض عن الهوى ومقتضى الطبع والنفس، وينفض ذيله من الأمور الترابية المادية.

وليس هناك حجاب أو تقليد أو رجاء نفع أو خوف ضرر يمنع العبد من خروج الصدق هذا.

ويدخل في مخرج الصدق هذا هجرة النبي (ص) من مكة وابتعاده عن الوطن وانقطاعه عن العلائق ومضيه في طريق الهجرة.

<<  <   >  >>