للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الحادي عشر

الإسلام مؤسس المساواة

لا تعني المساواة أن يتساوى جاهل مع عالم، وغادر مع وفي، وكسول عاطل مع من يتحمل المسئولية، فإن ذلك يعني هدم حقوق الإنسانية وحقوق الأخلاق بل المساواة هي أن تحصل لكل واحد من ناحية الشريعة والقانون والأخلاق جميع الحقوق التي حصلت لغيره ممن يعيش نفس البلد أو في ظل نفس الدين.

تضم الراية الملكية الإنجليزية تحتها أقطار انجلترا وويلز وسكوتلنده وأيرلندا، ولكن ليس لأحد من سكان أيرلندا أن يرشح نفسه أو ينتخب رئيسا للوزراء، وينقسم سكان انجلترا من الناحية الدينية إلى قسمين كبيرين، وهما: البروتستانت والكاثوليك. ولكن لم يصل إلى الآن أحد من الكاثوليك إلى منصب رئيس الوزراء، ولم يسمح إلى عام ١٩٤٧ م برفع قضية ضد حاكم للهند، وكانت هناك قوانين خاصة للحفاظ على حقوق الأمبراطور الملكي تختلف عن قوانين المحكمة!!!

والذين يدفعون الضرائب يتمتعون بحقوق أكثر من غيرهم في انتخاب أعضاء البرلمان وغيره.

وكانت هناك تفرقة جلية سواء في أجر الشحن أو القوانين الخاصة بالأجرة والقوانين الخاصة بتصدير البضائع التجارية من الهند إلى انجلترا وبين تلك الخاصة بتصديرها من انجلترا إلى الهند، ثم هناك تفاوت بارز في الحقوق بين أتباع ديانة واحدة، فقد خصصت مقابر خاصة وكنائس خاصة للنصارى الأوربيين، وهكذا تم التفريق بين النوادي والجمعيات.

ويتم انتخاب البابا دائما من الأوربيين، فلم ينتخب في القرون العشرين الماضية بابا واحد من سكان الأرض التي ولد عليها المسيح، ولم ينتخب كذلك الأسقف الأعظم لكنيسة كانتربري من الهند أو مستعمرة أخرى، ولم يعين قط قائد من الأمم الآسيوية في الهند أو في مستعمرة أخرى أو انجلترا.

إن الإسلام نظر إلى هذه الأمور، وقضى على جميع الاحتمالات الداعية إلى عدم

<<  <   >  >>