((وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في)) أخرجه مالك عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل.
وقد بين النبي (ص) آثار المحبة وموجباتها فقال:
١ - ((المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يكذبه ولا يظلمه، وإن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى أذى فليمط عنه)) رواه الترمذي عن أبي هريرة.
٢ - ((من ذب عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة)) أخرجه الترمذي عن أبي الدرداء.
٣ - ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة.
وقبل أن أختم هذا البحث أود التصريح بأن لفظ الحب لم يتحدد للدلالة على معنى المحبة في اللغة العربية إلا بعد النظر إلى الأقوال التالية:
* حبب الماء، أي صفا ونقا، وحب البعير، أي جلس وأثبت ركبتيه.
* والحباب هو الصفاء المصحوب بالسمو.
* والحب: هو ما يتقوت به الإنسان ويعيش به.
ولما اشتهر اجتماع حرفي (الحاء والباء) للدلالة على معاني الصفا والنقاء والسمو والاستقرار وسببية الحياة، ثم تقويته بالضمة وهي أقوى الحركات، فجعل لفظ ((الحب)) مادة للمحبة، فإن كان لدى أحد مثل هذا التعليم الخاص بالمحبة من غير الإسلام فليبينه، أو ليثبت على الأقل وجود هذه المعاني الدقيقة في كلمة (بريم) بالهندية، أو كلمة " Love" بالانجليزية.
والحاصل أن الإسلام هو دين المحبة، وأنه بهذه الخاصية يصير محبوبا للقلوب ومطلوبا للجمهور.