للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل السادس

الإسلام دين العمل

ذكرنا في الفصل السابق أن الإسلام دين العلم، ولكن العلم إذا تجرد من العمل فلا فرق بين وجوده، من عدمه، ولذلك قال النبي: ((اللهم إني أسألك علما نافعا وعملا متقبلا)).

ولما رأى بعض الناس أن الإسلام يدعو إلى التوكل ظنوا أنه ضد العمل. ووقع في هذا الخطأ البعيدون عن الإسلام والقريبون منه أيضا على حد سواء، والسبب الأساسي الأول لهذا الخطأ يرجع إلى عدم فهم معنى التوكل، ولما كان العصر الحاضر عصر الجد والسعي، كره الناس الجمود والكسل، وحينما ظنوا أن الإسلام يدعو إلى مثل هذا الجمود وعدم الشعور بالمسئولية أسرعوا إلى القول بأن الإسلام لا يمكن أن يكون دينا إلهيا. ولكن الحقيقة أن الإسلام لم يفهم على وجهه الصحيح، ولم تدرس سيرة النبي (ص) وأتباعه بطريقة سليمة.

لقد تأثر المسلمون بالأمم المجاورة ورأوا النساك والرهبان والأساقفة، فحسبوا أن الوصول إلى أعلى منزلة من الزهد لا يمكن أن يكون إلا بترك الأفعال والأعمال، ولكن هذا هو فهمهم ونظرتهم، أما الإسلام فإنه يعلم الناس ما يأتي:

١ - {لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون} (التوبة: ٨٨).

٢ - {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (*) وأن سعيه سوف يرى} (النجم: ٣٩، ٤٠).

٣ - {فلا كفران لسعيه} (الأنبياء: ٩٤).

٤ - {ولكل درجات مما عملوا} (الأنعام: ١٣٢).

والعمل على قسمين: عمل للدنيا، وعمل للآخرة. والإسلام رغب في كل منهما. قال تعالى: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة: ٢٠١).

<<  <   >  >>