معه أربعا وعشرين سنة وستة أشهر أو خمسا وعشرين سنة.
أم المؤمنين سودة رضي الله عنها: هي سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لوي. وأمها الشموس بنت قيس، وقيس أخ لسلمى زوج هاشم. يعني أن خؤولة سودة خؤولة لعبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كانت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت السكران بن عمرو بن عبدود أسلمت ثم أسلم زوجها لترغيبها إياه في الإسلام. وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها وأمها. توفي عنها السكران بالحبشة فتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة عشر من النبوة بعد وفاة خديجة لينقذها من بؤس الترمل وشر شماتة أهلها ولحماية عرضها.
وجعلت سودة يومها لعائشة بعد سنوات، وأثرت حبيبة الحبيب على نفسها وامتازت بالإيثار في الحب.
ـ[أقاربها]ـ: عبد الرحمن وعبد ابنا زمعة أخوان لسودة من الأب، وقرظة بن عبد عمرو أخ لها من الأم. وأما مالك بن زمعة فهو شقيقها، أسلم قديما وهاجر مع زوجته عمرة بنت السعدي العامرية إلى الحبشة.
وقد نالت سودة رضي الله عنها مكانة أم المؤمنين لتقدمها هي وأسرتها في الإسلام وهجرتهم إلى الحبشة في سبيل الإسلام.
وقد عرفت سودة رضي الله عنها بدماثة الخلق وحسن العمل منذ البداية. توفيت في آخر خلافة عمر رضي الله عنه. رويت عنها خمس روايات في كتب الحديث. رواية في صحيح البخاري وأربع روايات في السنن الأربعة.
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: هي صديقة بنت الصديق (١)، طيبة الزوج الطيب،
(١) هو عبد الله بن عثمان يكنى أبا بكر ويلقب بالصديق وصاحب الغار وعلمه عتيق. وهو أول من أسلم من الرجال. وأسلم على يده بعض من العشرة المبشرين بالجنة. وهو أول من بنى المسجد في مكة في الوقت الذي لم يكن الكفار يسمحون للمسلمين بالدخول في الكعبة. هو الذي أعتق بماله سبعة رجال من أوائل من دخلوا الإسلام مثل بلال وعامر بن فهيرة. وهو الذي صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غار ثور ليلة الهجرة، وهو الذي ورد ذكره في القرآن بصراحة، وهو الذي أنزله الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر في العريش معه، وهو الذي أعطاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الراية الكبرى في غزوة تبوك حين اجتمعت الأحزاب بكثرة، وهو الذي حج بالناس في أول سنة من وجوب الحج بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي =