للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مصر في شتاء كل عام (١) ووردت في التوراة أن السيدة هاجرة زوجت إسماعيل من مصر ومن الممكن أن تكون له زوجة مصرية أيضا، ولكن من المتحقق أن جميع أولاده كانوا من زوجته العربية من قبيلة جرهم.

وإسماعيل عليه السلام هو الذي لقب بذبيح الله، ويزعم أهل الكتاب أن الذبيح هو إسحاق عليه السلام، وعقيدة جمهور المسلمين على أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، وينكر جمهور المسلمين أن يكون إسحاق هو الذبيح، ولا يقوم إنكارهم هذا على الأسس التي يقوم عليها إنكار أهل الكتاب، إذ يعتبر هؤلاء إنكارهم لكل فضيلة من فضائله جزءا لا يتجزأ من عقيدتهم الدينية، أما المسلمون فهم يرون أن إسماعيل وإسحاق عليهما السلام سواء، والحديث الشريف يقول أن العم صنو أب، وأكثر من هذا أن عقيدة الإسلام تفرض على المسلمين الإيمان بكل نبي تماما كما يؤمنون بنبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام، ولهذا فلا يمكن لمسلم أن ينكر فضيلة نبي من أنبياء الله لمجرد الحسد والعناد - نعوذ بالله من ذلك -.

وهناك قلة قليلة من علماء المسلمين يرون أن إسحاق هو الذبيح، فصرحوا برأيهم هذا بحرية، ونقل المتأخرون أقوالهم ومع هذا لم يطعن أحد في ذات هؤلاء العلماء بلفظ واحد.

والأمر الصحيح والثابت لدى جمهور المسلمين، هو أن ذبيح الله كان إسماعيل عليه السلام ولا أدل على ذلك ولا أصدق من شهادة القرآن الكريم.

{وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين (...) رب هب لي من الصالحين (...) فبشرناه بغلام حليم (...) فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين (...) فلما أسلما وتله للجبين (...) وناديناه أن يا إبراهيم (...) قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين (...) إن هذا لهو البلاء المبين (...) وفديناه بذبح عظيم (...) وتركنا عليه في الآخرين (...) سلام على إبراهيم (...) كذلك نجزي المحسنين (...) إنه من عبادنا المؤمنين (...) وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين} (الصافات ٩٩ - ١١٢).

ووجه الاستدلال بهذه الآيات هو:

أولا: ورد في الآيات ذكر البشارة بغلامين اثنين مرتين، بشر أولا بغلام حليم،


(١) كتاب الأنبياء "أخذت قافلة من قوافل العرب يوسف عليه السلام إلى مصر".

<<  <   >  >>