أولا: كان وعد الله لإسحاق وإسماعيل على حد سواء. ثانيا: أخبر كثير من الأنبياء عن آيات وعلامات لنبي يظهر بين العرب ولما كان العرب هم فقط بني إسماعيل فإن النتيجة التي نخرج بها من هذا الأخبار هي أن النبي الموعود يكون إسماعيليا. ثالثا: إن ما ورد عن موسى عليه السلام في هذا الصدد واضح جدا، فقد ورد في سفر التثنية (١٨) [أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوحيه به] ويتضح من سفر التثنية الإصحاح ١٨ أن إخوة بني إسرائيل هم بنو إسماعيل ومحمد - صلى الله عليه وسلم - نبي كموسى، فهو صاحب كتاب وصاحب شريعة وهو مجاهد ومهاجر وغاز، والمقصود من عبارة الكلام في الفم هو حفظ أصل كلمات الوحي، وهذه خاصية قاصرة على القرآن الكريم ولم ينل هذه المنزلة أي سفر من أسفار العهد القديم أو العهد الجديد، ولنقرأ أيضا الخبر الثاني عن موسى عليه السلام: [جاء الرب من سيناء، وأشرف لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وعن يمينه نار شريعة لهم. جاء مع جنود الملائكة] سفر التثنية الاصحاح ٣٣ وهنا ذكر اسم فاران وهو اسم جبل بمكة، ولعل شرحبيل لاحظ هذه الإحالات فتكلم بما قاله.