الحمد لله، فقد انتهت الفتنة وانتهى الشر الذي أثاره الأعداء لسنوات، والذي سمم بالبغي والفساد جميع قبائل العرب، ووسط جميع تلك الحروب كان للمودة البالغة والرحم الذي لا نظير له من قبل رسول الله أثرهما في تعريف العالم كله بالأصول الحضارية والشجاعة للقتال. فقد كانت جميع تلك الحروب حروبا اضطرارية خاضها رسول الله دينية والمسلمون اضطرارا على مدار سبع سنوات.
ولهذا فالقارئ لن يرى أن المسلمين قد بدأوا أي حرب وكانت جميع هذه الحروب حروبا دفاعية لصد هجوم المعتدين واتقاء لشرهم، ولم يحدث أن قتل رجل واحد طوال العصر النبوي لمجرد كونه وثنيا أو مجوسيا أو نصرانيا أو يهوديا.
وقد أوضح الله تعالى بجلاء في القرآن الكريم أن الاختلاف الديني والعقدي قديم في هذا العالم وسيظل على الدوام لا ينتهي أبدا ولهذا لا يجوز إكراه أحد من أجل الدين، والآيات التالية توضح ذلك:
- {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}(البقرة: ٢٥٦).
- {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}(يو نس: ٩٩).
- {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}(هود: ١١٨، ١١٩)
- {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}(القصص: ٥٦)
- {نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}(ق:٤٥).
- {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر}(الغاشية: ٢١، ٢٢).