إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون (*) قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون (*) متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم} (يونس: ٦٨ - ٧٠).
تشير الآية بوضوح إلى النصارى الذين يزعمون أن المسيح ابن الله، وقيل فيهم ((متاع في الدنيا)) وعامة الناس حينما يرون لدى النصارى كثرة الثروة ووفرة المال يتحيرون كيف تمتعت الأمة التي تعبد الأقانيم الثلاثة بهذه النعم والألطاف! ولكن الآية توضح أن ذلك ليس لطفا ولا فضلا، بل هو متاع في الدنيا وقد لحق قوله تعالى:((لا يفلحون)) هذا المتاع.
ويمكن أن يتمنى هذه الثروة قصار النظر، ويقولوا مثلما قال معاصرو قارون:{يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون}(القصص: ٧٩).
ولهذا يمكن القول بكل اطمئنان وثقة أن المؤمن لن يرضى أن تصدق عليه عبارة ((متاع في الدنيا)) وهو ما يخسر معه الفلاح والنجاح.
ولكن هل يود أحد أن ينال ثروة قارون مع مصيره أيضا؟ لا أظن عاقلا يود ذلك، على كل حال هذا بحث آخر، ويكفي أن أقول إن غنى النصارى وتنعمهم قد تنبأ به القرآن الكريم، ويكفي هذا الأمر دليلا على كون القرآن من الله.
التنبؤ الثاني عن المعاداة بين فرق النصارى:
قال تعالى:{ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة}(المائدة: ١٤).
وكل من يطلع على العداء والخلاف والبغض والتكفير بين فرق النصارى من الكاثوليك والبروتستانت واليونيتيرين والكنيسة الإغريقية والآسيوية والانجليزية والأمريكية، يصدق الآية المذكورة جيدا، ويعلم أن هذا الكتاب من الله تعالى.
التنبؤ الثالث عن مودة النصارى للمسلمين وعداء اليهود والمشركين لهم:
قال تعالى:{ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}(المائدة: ٨٢).
ويدخل ضمن هذا التنبؤ دخول نصارى العراق والشام من الملوك وغيرهم مثل أصحمة النجاشي والأكيدر وعدي بن حاتم وأبي مريم الغساني وانتشار الإسلام الذي نراه اليوم في انجلترا وألمانيا وأمريكا يندرج تحت هذه الآية.