إن ابن عباس خير هذه الأمة وخير من فسر القرآن بدعاء النبي (ص)، وإنه كذلك من أئمة اللغة والأدب الكبار، ومن قوله:
((أؤمن بأن معراج النبي (ص) كان في اليقظة وبجسمه)).
وهذا هو معتقد أكثر أئمة أهل السنة من المحدثين وفقهاء الصحابة والتابعين.
ومن استمر بعد الدليل الواضح على الزعم بأن الإسراء كان في المنام فعليه أن يتأمل الحديث التالي:
عن الشيخين عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (ص):
((لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه)) (١).
والظاهر أن النبي (ص) لو حكى واقعة الإسراء في صورة المنام لما تسنى للكفار السؤال عن آيات بيت القدس، ولما كانت هناك حاجة إلى أن يجلي الله بيت المقدس للنبي (ص)، وأن يرد النبي (ص) على أسئلتهم بالنظر إليه. بل كفاه أن يفحمهم بأنه يحكي ما رآه في المنام، وسبحان الذي أرى عبده آياته الكبرى وذهب به إلى ما وراء الآفاق.