للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دفعها إلى أخيه، ورأى عمرو بن العاص أن الأخ أرق وألطف من الملك.

قال الملك: ألا تخبرني عن قريش، ماذا صنعت.

فقال عمرو بن العاص، تبعوه جميعهم طوعا وكرها.

فقال الملك: ومن معه؟.

قال عمرو بن العاص: الناس الذين دخلوا الإسلام رغبة ورضا وتركوا كل شيء واتبعوا النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال الملك، ارجع إلي غدا.

فالتقى عمرو بن العاص في اليوم التالي بأخي الملك أولا، فقال الأخ، إني لأرجو أن يسلم الملك إن لم يضن بملكه.

والتقى عمرو بن العاص بعد ذلك بالملك، فقال الملك، لقد فكرت في الأمر مليا، إذا أطعت رجلا لا تبلغ خيله ههنا فإنني أكون أضعف العرب، وإذا بلغت خيله هنا قاتلتكم قتالا لم تشاهدوه من قبل.

قال عمرو بن العاص، حسنا إني عائد غدا.

قال الملك، لا أنتظر الغد.

يقول عمرو بن العاص: "وفي اليوم التالي أرسل إلي الملك فأجاب إلى الإسلام هو وأخوه كما أسلم معظم الرعايا" (١).

٤ - وكان منذر بن حارث بن أبي شمر حاكما على دمشق وواليا على الشام، أرسل إليه شجاع بن وهب الأسدي برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ الرسالة وغضب كثيرا في البداية وقال: أنا ذاهب بنفسي للهجوم على المدينة، وفي النهاية كرم سفير النبي وأعاده معززا، ولكنه لم يسلم.

٥ - وكان حاكم اليمامة هوذة بن علي نصرانيا، أرسل إليه سليط بن عمرو العامري برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال، سوف أسلم إذا أقر الإسلام لي نصف ملكي، وقد مات


(١) زاد المعاد [ص:٥٦٢].

<<  <   >  >>