" ... وقع نظري على اسم كتاب " رحمة للعالمين " في قائمة مكتبة شبلي التجارية في لكهنو للقاضي محمد سليمان منصور بوري، ووجدت في نفسي فور قراءة اسمه شوقا إليه. فطلبت الكتاب بالبريد، وجاء الكتاب، ولم يكن عند والدتي ما تدفع به ثمن الكتاب، فاعتذرت عن تسلم الكتاب، ولجأت إلى البكاء وهو ملجأ الأطفال الأخير. وتطوع أحد الأقارب الشيوخ فدفع الثمن حتى تسلمت الكتاب، وقرأته في شغف وشوق وانقطاع إليه وتفان فيه، وقل ما كان لكتاب آخر من التأثير في قلبي وعقلي مثل ما كان لهذا الكتاب، فكان إخلاص المؤلف وإيمانه، وطرازه الخاص في الدعوة والتربية وبساطة حوادث السيرة وجمالها وتأثيرها كتيار كهربائي نفذ منه إلى جسمي وروحي، وأرى أن هذا الكتاب من الكتب التي لها منة جسيمة علي ... "(١).
(١) أبو الحسن الندوي، في مسيرة الحياة ط أول ١٤٠٧ هـ / ١٩٨٧م دار القلم دمشق [ص:٨١]، ٨٢ وانظر أيضا ما كتبه في كتاب "شخصيات وكتب" ط ندوة العلماء لكهنو الهند الصفحات الخاصة بـ "الكتب التي عشت فيها".