قبيلة طيىء باليمن وكان علي رضي الله عنه حاكما على تلك المنطقة فقبض على الثائرين وأرسلهم إلى المدينة، وكان من بينهم ابنة حاتم الطائي الشهير بكرمه، فقدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت له: أنا ابنة رئيس القوم، كان أبي مشهورا بكرمه ورحمته، كان يطعم الغرباء ويرحم الفقراء، وقد مات، وانهزم أخي وهرب، فارحمني.
فسمع النبي قولها وقال: كانت في أبيك صفات المؤمنين، ثم أفرج عنها ومن معها وكساهم وأجازهم.
قال عدي: ما من رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني، فقد كنت نصرانيا وكنت رئيس قومي، كان قومي يؤدون إلي ربع الغنائم، فكنت أحدث نفسي بأني على دين صحيح، وكنت ملكا في منطقتي، ولهذا لم تكن بي ضرورة للإسلام، فقلت لغلام لي كان يرعى الإبل، أعد لي من إبلي جملين سراعا وأبقها بجواري على الدوام، فإذا سمع بقدوم جيش محمد إلى هذه المنطقة يخبره فورا. وأتاني ذات يوم وقال، لقد وصل جيش محمد إلى المنطقة فهيا افعل ما تريد، لأني قد رأيت رايات من بعيد، فطلبت منه أن يأتني بجمال وأخذت أهلي وعيالي وانطلقت إلى الشام، ووصلت أختي الذي أطلق محمد سراحها إلى الشام أيضا، فقصت علي قصتها كاملة وكانت أختي عاقلة وحكيمة فسألتها: ماذا ترين في هذا الرجل؟ قالت أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله وإن كان ملكا فلن تذل في عز اليمن وأنت وأنت. قال: فخرجت إلى المدينة فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسجده، فسلمت عليه فقال: من الرجل؟ فقلت عدي بن حاتم، فقام رسول الله فانطلق بي إلى بيته، فوالله إنه لعامد بي إليه إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلم في حاجتها قال فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك. ثم مضى بي رسول الله حتى إذا دخل في بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقذفها إلي فقال: اجلس على هذه، قال قلت: بل أنت فاجلس عليها: فقال: بل أنت، فجلست عليها وجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأرض فقلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ايه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا (١)، قلت بلى. قال: أو لم