ورسائل الفيد أو الزند والبازند، فاللغات التي نزلت بها هذه الكتب لا يوجد لها ولا لأهلها أثر في الدنيا.
والقرآن الكريم نفسه يوضح جميع الاعتراضات التي وجهت إليه والاتهامات التي وجهت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - زمان نزوله ومن أجل هذا صار القرآن الكريم تاريخا صادقا لنفسه، عرض فيه جانبي الصورة، وما أوضحه القرآن الكريم بجرأة مصدرها الصدق والثبات لا نظير له في أي كتاب مقدس آخر في الدنيا.
كما أن أحكام القرآن الكريم تتضمن الصدق الواضح حتى أن الأمم والأديان التي لم تؤمن به علانية راحت تدعي وجود تعاليمه في كتبهم التي سبقته بمئات السنوات أو حتى ظهرت بعده بمئات السنوات: وصدق الله العظيم: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خفله} ويتضح معنى هذه الفقرة للقارئ إذا ما درس أحوال اليهودية والنصرانية والموبدية والبوذية والهندوكية بفرقتيها (آريه دهرم، وسناتن دهرم)، وذلك قبل نزول القرآن الكريم، ثم ليفكر القارئ الكريم في التطورات التي أحدثت فيها حتى الآن، وليرى هل كان انتشار تعاليم الإسلام في هذا البلد قبل هذه التطورات أم لا؟
وسواء اعترف أحد الآن بفوائد القرآن الكريم كما هو حال مؤسس فرقة برهموسماج، أو كما اتهم الكاثوليك الزعيم لوثر بأن مبادئه مأخوذة من القرآن أو كما هو الحال عند الكثير من الفرق، إلا أن الواقع يشهد أنهم أخذوا الكثير من أحكامه وإرشاداته وسوف يأخذون وكل أمة ماضية على طريق التقدم مضطرة رغم أنفها للاقتباس من تعاليمه.
وعلى حد علمي فإن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يبشر بقوله تعالى:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
وأعرض فيما يلي آيات من القرآن الكريم لا أزيد عليها شيئا حتى يأخذ القارئ فكرة عن هذا الكتاب العظيم ويفكر المسلمون في النموذج الذي يريدهم القرآن الكريم أن يمضوا عليه.