ومع هذا، فإن جملة المحدثين يذكرون ثمانية أو تسعة أسماء ليصلوا بنسبه الكريم إلى إسماعيل عليه السلام، وكان من عادة بني إسرائيل أيضا أن يذكروا أسماء بعض المشاهير بطريقة مختصرة على سبيل الإيجاز وحين نطالع إنجيل متى فيما يتعلق ونسب يسوع المسيح ابن داود بن ابراهام، نرى أن متى ترك بين المسيح وداود ستة وعشرين جيلا وبين داود وإبراهيم اثنا عشر جيلا على سبيل الاختصار.
وقد تجرأت على ذكر الفرع الثاني لأنني لا أدري حقيقة صحة من قال: كذب النسابون ما فوق عدنان، هذا بالإضافة إلى أنني رأيت كثيرا من العلماء الذين يعتبرون أئمة في التاريخ والحديث يذكرون هذا الفرع من النسب.
وقد ورد في "سبائك الذهب" للسويدي أنه "قد اختلف في كراهة النسب من عدنان إلى آدم فذهب ابن إسحاق وابن جرير وغيره إلى جوازه وعليه البخاري وغيره من العلماء".
ونقل جلال الدين السيوطي في كتابه "رحلة الشافعي" المحادثة التي جرت بين الإمام الشافعي وهارون الرشيد:
" فقال لي: بين لي عن نفسك، قال الشافعي: فبينت حتى ألحقت آدم عليه السلام بالطين".
وبعد هذه الاقتباسات رأيت أن ذكر هذا الفرع هنا أفضل من تركه. وكنت رأيت هذا الفرع أولا في كتاب "الخطبات الأحمدية" لسيد أحمد خان غفر الله له. إلا أنه لم يذكر مصدره، وقد ذكر أيضا نسب برخيا كاتب أرمياه، ونسب الجيراه، ولم أتمكن من فهم المصدر الذي استقى منه السيد أحمد خان هذه المعلومات، وقد وجدت فيما بعد ذكر أرمياه والجيراه في "تاريخ أبي الفداء" ثم وجدت رواية للكلبي وردت في كتاب الإمام الطبري، قال عنها الطبري: " إنها توافق نسب أرمياه كل الموافقة، إلا أن هناك اختلاف في النطق راجع إلى اختلاف الألسنة، وهناك رواية أخرى للإمام الطبري نفسه أخذها من عالم أنساب عربي.
ثم وجدت هذا الفرع من النسب في كتاب الطبقات الكبير للإمام ابن سعد، ولما قارنت بين هذه الكتب لم أجد فيها بعض الأسماء التي أوردها السيد أحمد خان وهي عدنان الثاني، وأدو الثاني، واليسع، وهميسع الثاني وسلامان الثاني وثابت وحمل