فلو سلمنا بصحة هذا الحساب لثبت بالضرورة رؤية شيث عليه السلام لنوح عليه السلام. ولكان عمر سيدنا إبراهيم عليه السلام ثمان وثمانون سنة في حياة سيدنا نوح، ولكان عمر سيدنا إسماعيل سنتين، وإذا ما حسبنا السنوات علمنا أن نوح عليه السلام عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، وولادة إبراهيم عليه السلام ٢٦٢+٨٦= ٣٤٨ سنة أي بعد ثلاثمائة وثمان وأربعين سنة وولد إسماعيل حين كان عمر أبيه ستة وثمانين سنة، وهذه أمور لم يقل بها أحد من أهل الكتاب ولهذا ظل الشك يساورني فيما يتعلق بهذا الحساب.
ثم حدث أن قرأت عن نفس الشيء في كتاب " تاريخ أبي الفداء " فسررت سرورا ممزوجا بالتعجب، لأن المؤرخ الفاضل يتفق في الرأي مع ما وصلت إليه من نتائج، وقد زادني ثقة أن الإمام أبا محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري (ت ٤٥٦هـ) قد صرح بنفس الرأي في "كتاب الفصل".
والحاصل أن الأسماء التي يضمها الفرع الثالث صحيحة أما المعلومات الأخرى ففي بعضها شك. ولما كانت صحة الأسماء هي المقصودة فيما يتعلق بتوثيق النسب لهذا يمكنني القول بأن هذا الفرع من النسب الشريف صحيح تماما.