وسقا من تمر وعشرين وسقا من شعير لعام. وأعطى كل واحدة منهن ناقة ذات لبن لتشرب منها، وكانت أزواجه أيضا يتصدقن على الأرامل واليتامى بما زاد عن حاجتهن. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع حبه لأزواجه، لا يرضى أن تقول زوجة لضرتها كلمة تغض من شأنها الرفيع، ففي إحدى المرات عيرت زينب بنت جحش، صفية رضي الله عنها بأنها يهودية - ولاشك أن نسبها كان ينتهي إلى يهوذا بن يعقوب ولكن لهجتها كانت مهينة - فلم يذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتها أياما حتى تابت إلى الله فتاب الله عليها.
وحين نرى أن هذا الأمر البسيط قد ورد ذكره في الأحاديث نستيقن طهارة حياة أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أنه لو قالت إحداهن كلمة أكثر قسوة من الكلمة البسيطة التي ذكرت قبلا لورد ذكرها في الحديث، ولم يكن هذا إلا نتيجة للتربية السامية التي سمت بأزواجه عن الغرائز الطبيعية والجنسية، وربطتهن برباط المحبة الإيمانية الصادقة.
وقد عجز عن إدراك هذا السر من فهم أن حقيقة العلاقة بين الزوجين ما هي إلا إشباع للغريزة الجنسية، ولعل هذا هو السبب الذي جعل النصارى ينكرون استمرار العلاقة الزوجية بين الزوجين في الجنة.
ـ[وظيفة أمهات المؤمنين]ـ: تعليم نساء الأمة، وعرض أمورهن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وشرح جوابه لهن، وتبليغ أفعاله وأقواله وعباداته، التي كانت تصدر منه في الحجرات، إلى الناس بدقة وإتقان، وتوجيه أبناء الأمة في المشكلات العلمية.
ـ[مهور أمهات المؤمنين]ـ: ما كانت مهور أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته أكثر من اثنتى عشرة أوقية وربع أوقية من الفضة (١).