بعد، فإني لأقول له أن يعتبر جميع أرقام الجدول، (٨٢) حروبا، ويعتبر كل حرب حربا عدوانية، وأن المسلمين هم الذين بدأوا القتال كل مرة، ومع ذلك كله يجب أن نفكر في نتائج هذه الحروب. فالجدول الذي أثبتناه يوضح أن خسارة المسلمين وخسارة الفريق المحارب كانت كما يلي:
---
اسم الفريق ... الأسير .. ... الجريح ... القتيل ... المجموع ... الملاحظة
المسلمون ... ١ ... ... ... ١٢٧ ... ٢٥٩ ... ٣٨٧ ... عدد جرحى الفريقين ليس بصحيح
المخالفون ... ٦٥٦٤ ... - ... ٧٥٩ ... ٧٣٢٣ ... -
المجموع الكلي ... ٦٥٦٥ ... ١٢٧ ... ١٠١٨ ... ٧٧١٠ ... عدد الأسرى والقتلى صحيح تماما
---
عدد قتلى كل من الفريقين ١٠١٨ قتيل، وإذا قسمناه على ٨٢ خرج معدل حرب واحدة ٨/ ٤١ ... ١١. هل يمكن لعاقل أن يقول عن هذه الحروب أنها كانت ذات تأثير بالغ في إكراه الناس على ترك الأديان التي تعمقت جذورها في داخلهم واعتناق الدين الجديد ولا سيما في بلاد ضارية مثل جزيرة العرب؟
وعدد أسرى الأعداء يبدو كبيرا أي ٦٥٦٤ أسير، ولكن هذا العدد أيضا ضئيل بالنسبة لشبه جزيرة العرب. وبما أن العدد الكبير (٦٠٠٠) من جملة هذا العدد يتعلق بغزوة واحدة، غزوة حنين، فمعدل الأسرى في باقي الحروب يكون سبعا. وليس هذا العدد من القوة بحيث يكره البلاد كلها على ترك الدين.
وقد ثبت بالتحقيق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قد أطلق ٦٣٤٧ أسيرا من أصل ٦٥٦٤ أسيرا. شفقة ورحمة بدون شرط إلا الأسيرين اللذين قتلا جزاء بما كسبا من الجريمة وقد بقى ٢١٥ أسيرا لم أعرف مصيرهم. والأمل كبير في أن يكمل هذا البحث عالم ثاقب الفكر والنظر بعدي. وأنا متأكد ومؤمن بأن الرجل الكريم الذي أحسن إلى ٦٣٤٧ أسيرا لابد أن يكون قد تلطف مع الأسرى الآخرين الذين بلغ عددهم ٢١٥ أسيرا.
والغالب أن يكون هؤلاء قد أسلموا وبقوا مع المسلمين فلم يعدوا من المعتقين.