فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه عليهم. وفي رواية للواقدي أن نعمان اليهودي قال: إن كان محمد صادقا قتلوا جميعا، ثم توجه نعمان إلى زيد بن حارثة وقال له: أوص فإنك لن ترجع إن كان محمد صادقا، فقال زيد أشهد أنه رسول صادق. وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مشيعا وقال للجيش:((اغزوا باسم الله، في سبيل الله، من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا، ولا امرأة، ولا كبيرا فانيا، ولا منعزلا بصومعة، ولا تقربوا نخلا ولا شجرة، ولا تهدموا بناء)).
فيما يلي الأسماء المباركة للشهداء وقد ورد في الزرقاني (٢/ ٢٧٣) أنهم كانوا اثنى عشر رجلا.
١ - زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي: ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى قضاعة ومن جهة أمه سعدى بنت ثعلبة إلى بني طي. اختطفه قطاع الطرق من أمه وباعوه في سوق عكاظ فاشتراه منهم حكيم بن حزام لعمته خديجة الكبرى، فوهبته خديجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرباه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعطف وشفقة، ولما قدم أبوه وعمه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلبانه، أبى أن يفارق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
شهد بدرا وأمر على الجيش في سبع سرايا. ذهب الزهري إلى أنه أول من أسلم من الناس. وهو الذي ورد اسمه في القرآن الكريم دون جميع المسلمين، قال الله تعالى في مدحه:
{وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها}(سورة الأحز اب: ٣٧).
كان له ابن من بطن أم أيمن اسمه أسامة لقب بحب رسول الله. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين زيد بن حارثة، وبين حمزة رضي الله عنه، ولقب زيد بن حارثة بأخينا ومولانا في قضية حضانة بنت حمزة رضي الله عنه. وفي الاستيعاب أن زيد بن حارثة اكترى من رجل بغلا من الطائف فمال به المكري إلي خربة كانت فيها قتلى كثيرة. فلما أراد أن يقتله قال له: دعني أصلي ركعتين. قال: صل، فقد صلى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا قال: فلما صليت أتاني ليقتلني قال فقلت: يا أرحم الراحمين وكذلك فعل ثلاث