فإن آدم عليه السلام كشف سر الإنابة إلى الله.
وإدريس عليه السلام قام بتدريس علوم الأولين والآخرين.
ونوح عليه السلام دعا قومه فأعلن لهم وأسر لهم إسرارا.
وإبراهيم عليه السلام سأل ربه العفو عن المجرمين.
وإسماعيل عليه السلام جعل بيت الله معظما.
ويعقوب عليه السلام عاهد الله فوفى بعهده.
ويوسف عليه السلام تعطف على حاسديه.
وموسى عليه السلام أكرم قومه بالعز والكرامة.
وهارون عليه السلام كان إماما فصيحا.
ويحيى عليه السلام كان داعيا متواضعا.
وداود عليه السلام جمع شمل قومه.
وسليمان عليه السلام بنى لله بيتا.
صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين.
نعم ما أعظم تلك الشخصية التي أخبر موسى عن نزول كلام الله عليها، نعم تلك الشخصية التي وصفها عيسى بروح الحق، نعم تلك الشخصية التي خوف داود بهيبتها الأعداء، نعم تلك الشخصية التي تغنى سليمان بجمالها في بيت المقدس، وتلك الشخصية التي ملأ حبقوق بحمدها ما بين السماء والأرض، وكرم ملاكي عليه السلام بتهنئة قدومها بيت الله، ورأى يوحنا لباسها وقرأ ما كان مكتوبا من أنه " ملك الملوك وسيد السادة ".
أفلا يحب من وهب نور البصيرة والفؤاد أن يفدي بمهجته مثل هذا المحبوب والمحمود والمصطفى ومحمد ويعتبر ذلك غاية شرفه وكمال فخره؟.
هذا هو السر الذي كشفت عنه هذه الآية: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} (سورة التوبة: ٢٤)