للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولنقرأ فيما بعد نجد آيات متعددة ورد فيها ذكر النبي (ص) متضمنا ذكر القرآن الكريم. أ - {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} (١).

ولاشك أن ما أنزل إليه ((هو القرآن الكريم، ومحمد النبي الأمي (ص) - هو الرسول المخاطب في الآية السابقة، وقد قيل له: بلغ، وفرض التبليغ هنا عائد عليه، وعلينا أن نفكر هنا أيضا، فالمخاطب هنا في ((إليك)) هو الرسول ليس إلا، فمن غيره نزل عليه القرآن!.

ب - {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} (٢).

آياتنا هي القرآن الكريم، ومن يصدق عليه قوله تعالى: أرسلنا رسولا، ثم قوله تعالى ((منكم))، لا يدع مجالا للشك أنه ينتمي إلى قريش حسبا ونسبا، وكلام الله، أي القرآن الكريم لا يمكن أن ينسب إلى حسب ونسب. ج - {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} (٣).

فأي شخصية للقرآن تلك التي تشبه الجنس البشري؟ والخلاصة أن القرآن الكريم بعد أن بين اسم النبي (ص) وعلمه، بين أيضا حيثيته لرسول، كما بين أنه مطاع بإذن الله ومفترض الطاعة، ولم يرد في أي موضع من القرآن الكريم.

أن ((القرآن رسول الله)) والنتيجة هي أن القرآن الكريم قد جزم وقطع بأن سيدنا محمد (ص) هو الرسول الكريم، اتباعه فريضة وإطاعته واجبة على أهل العالم وعلى العالمين جميعا وقد قال تعالى في حقه: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} (٤). كما قال في حقه أيضا: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} (٥). وهذه خصوصية أثبتت علو شأن النبي (ص) وعظمته.

وهكذا ثبت من الآيات السابقة أن محمدا (ص)، هو ابن عبد الله، ولدته آمنة،


(١) سورة المائدة: ٦٧.
(٢) سورة البقرة: ١٥١.
(٣) سورة التوبة: ١٢٨.
(٤) سورة النساء: ٦٤.
(٥) سورة النساء: ٨٠.

<<  <   >  >>