للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحيى، وفي بيته كانت خالة المسيح، وقد تم تعميد المسيح بيده. ومن هنا فإنه غير زكريا الذي ذكره الكتاب المقدس، بل تشابهت أسماؤهما فقط.

وزكريا الذي ذكره القرآن الكريم كان إمام بيت المقدس وخادمه، وهو الذي كفل مريم ورباها. وقد ذكر إنجيل لوقا (الأصحاح الأول) زكريا وابنه يحيى.

يحيى عليه السلام: سمى في الإنجيل بيوحنا المعمدان. هو ابن زكريا عليه السلام، وذكر القرآن قصة ولادته في سورة آل عمران وسورة مريم، وكانت تسميته من الله تعالى، وبعد بلوغه الرشد سكن في البرية يأكل عسلا بريا وجرادا، ويذكر ويعظ، وكان يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب، وكان يعمدهم أي يغسلهم في نهر الأردن للتوبة من الخطايا، ومن هنا جرت عادة التعميد.

وكان يحيى أكبر من المسيح بستة شهور، ولكنه بدأ التذكير قبل المسيح بست سنين.

وكان الحاكم على اليهود في عهده رجلا روميا اسمه هيرودس، كانت له علاقة غير شرعية مع بنت أخيه فيليوس، فأراد أن يتزوجها ورضيت بذلك أم البنت أيضا، ولكن يحيى لم يرض به وعارضه وقال إنه محرم في شريعة اليهود، فحبس الحاكم يحيى.

وكانت أم البنت تحرض الحاكم ضد يحيى، ولكنه لم ينزل عند رغبتها فألحت عليه وأخرجت فتاتها إلى عمها في زينتها ورقصت أمامه فسر منها وطلب إليها أن تطلب ما تتمناه ليحققه لها، فطلبت رأس يحيى ووفى لها عمها الحاكم بذلك وقتل يحيى في السجن وقدم رأسه إلى البنت فأهدته إلى أمها.

وكان ذبح يحيى بعد مضي ثلاثين سنة من عمر عيسى، أي قبل مولد النبي (ص) بإحدى وأربعين وخمسمائة سنة (١).

عيسى عليه السلام: كان اسم عيسى عليه السلام بالعبرية (يشوع) أي المخلص، وقد وافقت أسماء أفراد أسرته أسماء أفراد أسرة موسى عليه السلام.

فاسمه يشوع كان يوافق اسم خليفة موسى الأول يوشع بن نون، واسم أمه مريم وافق اسم أخت موسى، واسم خاله هارون وافق اسم شقيق موسى هارون، واسم جد عيسى عمران وافق اسم أبي موسى


(١) إنجيل يوحنا، تاريخ ابن خلدون ٣١٢/ ١ أبو الفداء ٣٤/ ١، قصص الأنبياء ص٤٤٠.

<<  <   >  >>