للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالتغير الكيماوي الذي يحول القليل إلى الكثير، والهواء إلى ماء، ولكن لا يكون علمهم ولا تكون خبرتهم مدينة للآلات والمختبرات والعلم التدريجي.

وإننا نقول كل ذلك لنقرب إلى الأفهام معجزات الأنبياء ولكن الإيمان يكون في قدرة قائل {كن فيكون} (البقرة: ١١٧)، وفي نصرته لأنبيائه، وحينما يريد الله تعالى إعلام الناس اصطفاءه لأحد فهو يبرز تلك القوة والقدرة بوساطة الأنبياء، وهذا ما يطلق عليه الآيات الإلهية أي المعجزات، ومعجزات النبي (ص) التي ثبتت بروايات صحيحة

تفوق الحصر وهي أكثر من معجزات كل نبي، وشأنها أعلى من شأن معجزاتهم، ونذكر فيما يلي بعض المعجزات حتى يزداد بها إيمان المؤمنين، وتبرز بها عظمة النبي (ص) ويرسخ عن طريقها حبه في القلوب.

ولما كنت في سبيلي إلى تأليف كتاب مستقل حول المعجزات، اكتفي هنا ببيان بعض الوقائع بإيجاز تحت عناوين مختلفة:

نبع الماء: ورد في القرآن الكريم:

{وإذ استقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} (البقرة: ٦٠).

وهكذا جاء في سورة الأعراف (الآية: ١٦٠) ووردت فيها كلمة ((فانبجست)) بدل كلمة ((فانفجرت)) ولفظ الانبجاس يشعر بأن خروج الماء أولا كان قليلا، ولفظ الانفجار يدل على أنه كثر فيما بعد، والآية تدل على أنه حينما كان يندر الماء وييأس القوم من الحياة والراحة حينئذ كانوا يرجعون إلى نبي الله، فكان يدعو الله فينزل الماء برحمة منه وبركة.

ويمكن القول بعد الرجوع إلى كتاب الخروج في التوراة إن هذه الحادثة وقعت في صحراء سور بعد سفر استمر ثلاثة أيام (١). والكتاب المذكور لم يذكر انفجار اثنتي عشرة عينا بعد ضرب موسى بعصاه، بل إنه يبين أنهم وجدوا في موضع ايليم المكان الذي كانت فيه اثنتا عشرة عينا وسبعون نخيلا (٢).

وخبراء تأويل المعجزات من المسلمين أولوا معجزة موسى بأن جريان الماء من الجبل أمر عادي، وغور عين أو نبع لأسباب خارجية أيضا أمر عادي، فحينما سأل موسى الله


(١) سفر الخروج (١٥/ ٢٢).
(٢) سفر الخروج (١٥/ ٢٧).

<<  <   >  >>