للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي يوم من الأيام ترك الأهل والبيت والمال والمتاع والأم والعم وحضر إلى النبي (ص) فأسلم (١).

ولمعرفة تأثير القرآن يحسن الاطلاع على أحوال الذين تمكنوا من فهمه فقد كانوا قبلا يقدمون على القتل إزاء درهم، ولكنهم فيما بعد استهانوا بالأهل والمال في سبيل الدين الحق.

إن الذين عبدوا طوال حياتهم نحو ٣٦٠ صنما، تحولوا بأنفسهم دعاة إلى التوحيد.

والذين تعودوا على أكل أموال اليتامى وخداع الأرامل هم الذين لقنوا الناس درس إعانة اليتامى ومواساة الأيامى.

إن القبائل الأبية التي لم تخضع قط لشخص أو قانون انقادت لشرائع الله تعالى، حتى أن أفرادها قدموا أنفسهم لتنفيذ الحدود الشرعية في قضايا القصاص والزنا والسرقة وشرب الخمر فهل توجد نظائر ذلك في بلد متمدن، وهل يوجد احترام للقانون لدى المجرمين في مكان مثل هذا؟

إن قراءة القرآن الكريم وتلاوة آياته قد أثرت في الناس حتى كسدت سوق الفصحاء المبرزين، وجمد نشاط سوق عكاظ، فرجع الناس إلى القرآن لتنشيط طبائعهم وللحصول على اليمن والبركة، والحاصل أن تأثير القرآن المجيد في قلب الإنسان ولسانه وطبعه وفكره وحواسه وقواه قوى جدا، سواء كان ذلك للفرد أو الأمة وللقرية أو المدينة.


(١) الإصابة ٣٣٨/ ٢.

<<  <   >  >>