وتعريف هذه المقامات وتفصيل أحوالها، وشرح علاقتها بالنفس والقلب والروح، ونتائج هذه العلاقة، يحتاج إلى كتاب ضخم. ثم إن ماهيتها أرفع من البيان، وهي تتعلق بالأحوال.
وبهذا الإجمال يفهم القراء أن الدين الذي يحتوي على القدر المذكور من الروحانية هو الذي يستحق أن يسمى دينا روحانيا.
لقد تركت هذه المباحث الدقيقة، لأن القراء يستطيعون أن يفهموا المنزلة الخاصة التي احتلها الإسلام في بيان الروحانية.
(١) ينبغي ألا توقع ألفاظ المقامات التي ورد ذكرها تحت الفناء والبقاء في شبهة أو خطأ لأن المراد من هذه الألفاظ المعاني اللغوية فقط وهي مصطلحات علم الإحسان (التقوى والورع) التي يدرك معانيها علماء هذا العلم إدراكا جيدا، كما أن هذه الألفاظ تثبت بكتاب الله وسنة رسول الله (ص).