والذين رباهم تعليم الإسلام على خير وجه ووردت صفاتهم بهذه الكلمات:
{رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}(النور: ٣٧).
وهذه الصفة برزت في الإسلام وحده، وقد عبر أحدهم عن هذا المعنى بقوله:
اليد في العمل والقلب في ذكر الحبيب، والاهتمام بالعمل إلى الآن من ناحية الاقتصاد والتمدن، والعناية التي أولاها الإسلام الأعمال الصالحة من ناحية التقرب والتدين أمر لم يسبق له نظير، تدبروا الآيات التالية:
١ - {فاستبقوا الخيرات}(المائدة: ٤٨).
٢ - {واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا (*) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا} (الإنسان: ٢٥، ٢٦).
٣ - {واسجد واقترب}(العلق: ١٩).
٤ - {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا}(الأحزاب: ٤١).
٥ - {واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا}(المزمل: ٨).
إن النظر في الكون، وتنوير القلب والعين بصنع الله، وتدبر خصائص البر والبحر وتصريف الأرض والسماء، كل ذلك جزء من العبادة في الإسلام، ومن قام بهذه العبادة نال الدرجة الرفيعة عند الله، يقول تعالى:
{إن في خلق السوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون}(البقرة: ١٦٤).
وثبت بهذه الأحكام أن الإسلام دين العمل، إنه يأمر أهله بالعمل لصالح الدنيا وبالعمل لصالح الآخرة. وهذه الأحكام وشمولها من خصائص الإسلام.