للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)) (١).

ز - وفي سنن النسائي، وقد صححه الترمذي، أن أبا الحوراء سأل الإمام الحسن:

ماذا تعلمت من النبي (ص)؟ قال: تعلمت وحفظت منه قوله (ص):

((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة)) (٢).

ح - وأمر الله المؤمنين: {كونوا مع الصادقين} (التوبة: ١١٩).

ط - اشتقت من مصدر الصدق في العربية ثلاث صيغ للفاعل وفق مدارجه العليا، وهي: الصادق، والصدوق، والصديق. والصديق له منزلة عالية حتى أن الأنبياء قد وصفوا به.

فقد قال الله تعالى في إبراهيم:

{إنه كان صدسقا نبيا} (مريم: ٤١).

وكذلك وصف يوسف بالصديق.

ووصفت مريم البتول في سورة المائدة بقوله تعالى: {وأمه صديقة} (المائدة: ٧٥).

وورد في سورة النساء وسورة الحديد وصف البارزين من أمة محمد (ص) بالصديقية، قال تعالى: {أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} (الحديد: ١٩).

وبهذه السطور اتضح أسلوب الإسلام البديع الذي اختاره لإبراز المنزلة الرفيعة للصدق.

وبذلك يتحقق طلب فلاسفة العصر الحاضر بضرورة وجود الصدق في دين الفطرة، والحمد لله على أن الإسلام يظهر خصائصه منذ أربعة عشر قرنا.


(١) البخاري ١٠/ ٥٠٧ - الأدب، ومسلم ٤/ ٢٠١٢ - البر والصلة.
(٢) الترمذي ٤/ ٦٦٨ - صفة القيامة، وفي النسائي ٨/ ٣٢٧ إلى قوله ((ما لا يريبك)) فقط.

<<  <   >  >>