للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولعل بعضهم عرَّبه به أو يكون من تحريف بعض الناسخين. ولا نذكر أننا رأيناه في كلام لعربي, إلا فيما رواه الثعالبي في الإيجاز والإعجاز عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال مرة لجلسائه: «وددت لو أن الدنيا في يدي بيضة نيمرشت فأحْسُوها كما هي». ولكن لا يخفى أن العبارة ليست مسوقة للاستشهاد اللغوي, فلا يصح الاحتجاج بما فيها في اللغة, لاحتمال أن تكون مروية بالمعنى فضلا عن أن تكون القصة موضوعة. وإذا كانوا نازعوا في جواز الاستشهاد في العربية بالأحاديث الصحيحة لجواز روايتها بالمعنى, فبالأولى عدم الاستشهاد بما في العبارات المروية في كتب الأدب والتاريخ, وإنما يستأنس بها إذا دعمت بنص لغويّ. وممن استعمل النيمبرشت من المولّدين المقريزي في خططه في الكلام على خزائن الجوهر والطيب والطرائف الفاطمية, فقال (١: ٤١٥): ووجد عدة أقفاص مملوءة ببيض صيني معمول على هيئة البيض في خلقته وبياضه, يجعل فيها ماء البيض النيمبرشت يوم الفصاد. ومنه يعلم أنهم كانوا يستعملون ظروفا يُحْسَى بها هذا النوع من البيض كالمستعملة اليوم إلا أنهم كانوا يجعلونها على مشاله في الصورة واللون.

ويرادفه في العربية «الرّعَاد». وقد رأيته في رسالة لأحد أفاضل المغرب في تفسير أعشاب وعقاقير تدور على ألسنة الأطباء بأسماء لا تعرفها العامة. ونص العبارة: الرعاد هو البيض المطبوخ نصف طبخ بحيث يبقى يرتعد إذا هزّ, وهو النيمبرشت. وذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>