أربع عشرة سنة تقريبا, بروح يسمى كازا, وبمصروف قليل أمر أن يؤتى بالآلات اللازمة له من بلاد الإنكليز. فأقامها كالوا المهندس بقصر شبرا - المعروف بقصر الجوهرة - وأنه أنير به في ١٨ رمضان قرب الغروب. وذهب الباشا إلى هناك وشاهده.
الجبرتي ج ٤ ص ٢١١ - ٢١٢: اكتشاف محمد علي له بمصر, وسماه المؤلف: دهنا أسود بزرقة إلخ. الكواكب السائرة في أخبار مصر والقاهرة لأبي السرور البكري ص ٩٦ (٢) س ٢: ظهور معدن نفط بقوص سنة ٣٨٤ ثم خفاؤه. وفي ص ١٦٩ (٢): إيقاد المصابيح بالأسواق والسكك بمصر صفين يمينا وشمالا أي كمصابيح الغاز الآن.
حوالي سنة ١٣٠٢ هـ جاء مصر رجل بلجيكي اسمه المسيو دباي من مهندسي المعارف. فكلفته الحكومة المصرية بالبحث في أمر الزيت المسمى بزيت الحجر أو البترول النابع في ساحل مصر الشرقي بقرب بحر القلزم, بجهة تبعد عن السويس مائة وستين ميلا. فذهب إلى هناك. وعاد فأخبر بوجوده. فأعطوه ثلاثة آلاف دينار مصريّ لتدقيق البحث. وبعد مدة جمع ثلاثين عاملا من بني جنسه وسافر بهم إلى السويس في أواخر صفر سنة ١٣٠٣. وبذل غاية جهده في العمل. وجلب الآلات اللازمة لهذا الغرض. ثمَّ أقام هو وزوجته ومن معه من العمال في وسط البراري إلى أن اختار له محلا مناسبا, وباشر العمل في ربيع الثاني من هذه السنة, فأنزل في الأرض مسباراً بعمق خمسة وثلاثين ذراعا مئويا (مترا) في طبقات من الجبس والكبريت والخزف الأخضر والأزرق والجير والطباشير. وما زال يوالي العمل حتى نبع الزيت في اليوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى. وكان على ارتفاع ذراعين مئويين عن سطح البحر, وأرسل بالخبر إلى رئيس النظار نوبار باشا. فسافر إلى هذه الجهة, في يوم الخميس