للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال في رواية حنبل في أحاديث الرؤية: نؤمن بها، ونعلم أنها حق.

فقطع على العلم بها.

وذهب إلى ظاهر هذا الكلام جماعة من [١٣٥/أ] ، أصحابنا، وقالوا: خبر الواحد إن كان شرعاً أوجب العلم. وهذا عندي: محمول على وجه صحيح من كلام أحمد رحمه الله، وأنه يوجب العلم من طريق الاستدلال، لا من جهة الضرورة.

والاستدلال يوجب العلم من أربعة أوجه:

أحدها: أن تتلقاه الأمة بالقبول، فدل ذلك على أنه حق؛ لأن الأمة لا تجتمع على الخطأ، ولأن قبول الأمة يدل على أن الحجة قد قامت عندهم بصحته؛ لأن عادة خبر الواحد الذي لم تقم الحجة به، لا (١) تجتمع الأمة على قبوله، وإنما يقبله قوم ويرده قوم، كما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت" (٢) .


(١) في الأصل: (ولا) والواو هنا لا محل لها؛ لعدم استقامة المعنى بوجودها.
(٢) هذا الحديث أخرجه عن عائشة رضي الله عنها البخاري في كتاب الحج باب الطيب عند الإحرام وما يلبس إذا أراد أن يحرم.. (٢/١٦٠) .
وأخرجه مسلم عنها فيه، باب الطيب للمحرم عند الإحرام (٢/٨٤٦) .
وأخرجه عنها أبو داود فيه، باب الطيب عند الإحرام (١/٤٠٥) .
وأخرجه عنها الترمذي فيه، باب ما جاء في الطيب عند الإحلال قبل الزيارة (٣/٢٥٠) .
وأخرجه عنها النسائي فيه، باب إباحة الطيب عند الإحرام (٥/١٠٥) .
وأخرجه عنها ابن ماجه في كتاب المناسك، باب الطيب عند الإحرام (٢/٩٧٦) .
وأخرجه عنها الدارمي في كتاب مناسك الحج، باب الطيب عند الإحرام (١/٣٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>