للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (١) ، وهذا يمنع من دخول الكذب والسهو فيها.

والجواب: أن هذا إشارة إلى القرآن، وذلك مقطوع على صحته.

فأما غيره من الأخبار الشرعية فلا، يدل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده [١٣٦/أ] من النار) (٢) ، فلولا خوفه من دخول الكذب، لم يتوعد عليه.

واحتج: بما روي عن علي أنه قال: "ما حدثني أحد بحديث إلا استحلفته، إلا أبا بكر، وصدق أبو بكر" (٣) . فقد قَطعَ على صدقه وهو واحد.

والجواب: أن الخبر حجة على هذا القائل؛ لأن عنده أن أبا بكر


(١) (٩) سورة الحجر.
(٢) هذا الحديث قد تعددت طرقه حتى بلغ حد التواتر، وقد أخرجه البخاري في عدة مواضع، منها ما أخرجه في كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم (١/٣٧-٣٨) .
وأخرجه مسلم في عدة مواضع أيضاً، منها ما أخرجه في كتاب الإيمان، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (١/٩-١٠) .
وأخرجه أبو داود في كتاب العلم، باب التشديد في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢/٢٨٧) .
وأخرجه الترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (٥/٣٥-٣٦) .
وأخرجه ابن ماجه في مقدمة "سننه"، باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (١/١٣-١٤) .
وأخرجه الدارمي في مقدمة "سننه"، باب اتقاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والتثبت فيه (١/٦٦-٦٨) .
(٣) مضى تخريج هذا الحديث عن على رضي الله عنه ص (٨٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>