للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معروفاً من عاداتهم، فلو كان عندهم أنها غير مقبولة، كانوا قد ضيعوا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الفعل، وهذا لا يجوز.

ولأن المرسِل للخبر مثبت لعدالة راويه من وجهين:

أحدهها: أنه لا يجوز [١٣٧/أ] أن يحدثه، ويكتم اسمه، ثم يحدث به غيره، فيلزمه قبوله.

والثاني: أنه لو أرسل عن غير ثقة، كان قد قطع على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ، بقول من هو كذاب عنده، وهذا فعل ممنوع منه وإذا كان ذلك تعديلاً له، لم يعتبر جواز أن يجرحه غيره لو ظهر اسمه، يدلل عليه: أن من زكاه الحاكم، فله أن يقضي بشهادته، ولا يراعي جواز جرحه أن لو نادى في البلد باسمه، أو كاتب به إلى البلدان التي تقرب منه، فَبانَ أن تعديله، موجب قبول خبره، ولهذا جعل أحمد رحمه الله رواية العدل عن غيره تعديلاً للغير، فقال في كتاب العلل للأثر [م] : إذا روى عبد الرحمن (١) عن رجل، فروايته عنه حجة.


= حنيفة وغيرهم. ولد لست سنين مضت من خلافة عمر. ومات سنة (١٠٣هـ) ، أو سنة (١٠٤هـ) ، أو سنة (١٠٧هـ) .
له ترجمة في: "تاريخ بغداد" (١٢/٢٢٩) ، و"تذكرة الحفاظ" (١/٧٩) ، و"تهذيب التهذيب" (٥/٦٥) ، و"شذرات الذهب" (١/١٢٦) ، و"غاية النهاية في طبقات القراء" (١/٣٥٠) ، و"اللباب" (٢/٢١) ، و"النجوم الزاهرة" (١/٢٥٣) .
(١) المراد به: عبد الرحمن بن مهدي، كما يأتي التصريح بذلك ص (٩٣٤) وهو: عبد الرحمن بن مهدي بن حسان أبو سعيد البصري اللؤلؤي الحافظ الثقة. روى عن شعبة ومالك والسفيانين وغيرهم. وعنه الإمام أحمد وإسحاق وابن المدينى وآخرون. قال فيه ابن المديني: "كان أعلم الناس". مات بالبصرة سنة (١٩٨) ، وله من العمر ثلاث وستون سنة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>