للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكل هذا مكروه، نص عليه في رواية حرب فقال: أكره التدليس، وأقل شيء فيه: أنه يتزين للناس (١) ، أو يتزيد (٢) شك حرب.

وكذلك نقل الميموني عنه: لا يعجبني التدليس، هو من الريبة.

وكذلك نقل مهنا عنه: التدليس عيب.

وإنما كان مكروهاً؛ لأنه يوهم أنه كان سمع منه، وما كان سمع، ولأنه يفعل ذلك كراهيه التواضع في الحديث أوله (٣) ، ومن كره التواضع في الحديث فقد أساء، وهذا معنى قول أحمد رحمه الله: "يتزين".

[حكم الحديث المدلس]

وإذا ثبت أنه مكروه، فإنه لا يمنع من قبول الخبر، نَص عليه في رواية مُهَنّا وقيل له: كان شعبة (٤) يقول: التدليس كذب، فقال أحمد رحمه الله: لا، قد دلس قوم نحن نروي عنهم.


= فيه، لرد الحديث، فهذا عندي حرام، ويمنع من قبول الخبر، ويجرح به الراوي، والله أعلم.
(١) في الأصل: (يرى الناس) ، والتصويب من "المسودة" ص (٢٧٧) ، وعليه يدل كلام المؤلف فيما بعد.
(٢) في الأصل: (يزيد) ، والتصويب من "المسودة" ص (٦٧٧) .
(٣) هكذا في الأصل.
(٤) هو: شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي الأزدي بالولاء. أحد أئمة الحديث المشهورين. سمع قتادة وابن أبي كثير ومعاوية بن قرة وآخرين. وعنه سفيان الثوري والأعمش وابن المبارك وخلائق. ولد سنة (٨٢هـ) ، ومات سنة (١٦٠هـ) .
له ترجمة في: "تاريخ بغداد" (٩/٢٥٥) ، و"تذكرة الحفاظ" (١/١٩٣) ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>