وقد قال بعض العلماء: إن الحديث مضطرب، من أجل ذلك. انظر: عون المعبود (٤/٥٣٠) . فالخلاصة: أن هذا الحديث صحيح، فسعيد بن محمد بن جبير معروف، وقد وثّقه ابن حبان. والحديث محمول على سدر الحرم، لما أخرجه الطبراني في الأوسط بزيادة: (من سدر الحرم) ، ورجاله ثقات، كما قال الهيثمي، والله أعلم. والنهي عن قطع السدر: قد جاء في عدة أحاديث: منها: ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الذين يقطعون السدر يصبون في النار على وجوههم صباً) . قال الهيثمي: (رجاله كلهم ثقات) . ومنها: ما أخرجه الطبراني -أيضاً- في الأوسط عن علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أخرج فناد في الناس: لعن الله قاطع السدر) . قال الهيثمي: (فيه إبراهيم بن يزيد الخوري، وهو متروك) . ومنها: ما أخرجه الطبراني في الكبير عن معاوية بن حيدة - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: (من الله لا من رسوله: لعن الله قاطع السدر) . قال الهيثمى (٤/٦٩) : (وفيه يحيى بن الحارث، قال العقيلى: لا يصح حديثه، يعنى هذا الحديث) . ومنها: ما أخرجه الطبراني في الكبير -أيضاً-: من عمر بن أوس - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من قطع السدر إلا من الزرع بنى الله له بيتاً في النار) . =