للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صافٍ، أن يصير (١) ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم في القدح، فالله له المثل الأعلى قد أحاط بجميع خلقه من غير أن يكون في شىء من خلقه".

وهذا صريح من أحمد -رحمه الله- في الاحتجاج بدلائل العقول.

وإلى هذا ذهب جماعة الفقهاء والمتكلمين من أهل الإثبات (٢) .

وذهب المعتزلة إلى وجوب النظر والاستدلال بالعقل قبل ورود الشرع، وإذا ورد الشرع كذلك كان مؤكداً له (٣) .

وذهب قوم إلى أن حجج العقول باطلة، والنظر حرام، والواجب هو التقليد (٤) .


(١) هكذا في الأصل، والعبارة في المصدر الذي نقله منه المؤلف ص (٣٩) : (كان بَصَرُ ابن آدم....) .
(٢) وهو مذهب الجماهير، كما يقول الغزالي في المنخول ص (٣٢٤) وهو مذهب الحنابلة، كما هو واضح من كلام الإِمام أحمد، الذي نقله المؤلف هنا.
وبهذا يتبين خطأ ما قاله الغزالي في المرجع السابق، وعبد العزيز البخاري في كشف الأسرار (٣/٩٩٠) من أن الحنابلهَ ردوا قياس العقل، دون الشرع.
(٣) لأنهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، فهم أولى الناس بهذا القول.
انظر: المعتمد (٢/٨٨٦-٨٨٧) ، وقد قسم الأشياء المعلومة بالدليل إلى ثلاثة أقسام: ما يعلم بالعقل فقط، وما يعلم بالشرع فقط، وما يعلم بهما.
انظر: زيادات المعتمد (٢/٩٩٤) .
وقد أورد شيخ الإِسلام كلامه في درء تعاوض العقل والنقل (٨/١٧) وردَّ عليه.
(٤) ونسبه في المسوًّدة ص (٣٦٥) إلى بعض أهل الحديث وأهل الظاهر، ونسبه عبد العزيز البخاري في كتابه كشف الأسرار (٣/٩٩٠) إلى الامامية وأيضاً الخوارج إلا النجدات منهم.
وشدد ابن حزم في كتابه الفِصَل (٣/٤٢-٤) النكير على القائلين بوجوب النظر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>