للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الزبرقان (١) : (نهاني أبو وائل (٢) أن أجالس أصحابَ الرأي) (٣) .

وقال مسروق: (لا أقيس شيئاً بشىء، أخاف أن تزل قدم بعد ثبوتها) (٤) .

قيل: أما قول أبي بكر: (أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله برأيي) ، فلا حجة فيه؛ لأنا نمنع القول في كتاب الله تعالى [بالرأي] .

وقول عمر: (إياكم والرأي) فالمراد به: الرأي المخالف للحديث؛ لأنه قال: (أعيتهم الأحاديث أن يعوها) .

وقال: (إياك وأصحاب الرأي. فإنهم أعداء السنن) والرأي المخالف لذلك فهو ضلال وإضلال.

وكذلك قول علي: (لو كان الدين بالرأي) فالمراد به مع مخالفة السنة.

والدليل على ذلك: ما روي عنهم من القول بالرأي والعمل به.


(١) هو الزبرقان بن عبد الله الأسدي الكوفي، أبو بكر السراج ثقة. روى عن أبي وائل وعبد الله بن معقل. وعنه يحيى بن سعيد وعباد بن عوام وعمر بن على بن مقدم وغيرهم. وثقه يحيى القطان ويحيى بن معين.
له ترجمة في: كتاب الجرح والتعديل (ج أق ٢ ص ٦١٠) .
(٢) هو: شقِيق بن سلمة الأسدي الكوفي أبو وائل. روى عن عمر وعثمان وعلي وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وحصين وغيرهم.
وثقه ابن معين ووكيع وابن سعد وغيرهم. وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة. مات سنة (٨٢ هـ) .
له ترجمة في: تاريخ بغداد (٩/٢٦٨) وتذكرة الحفاظ (١/٦٠) ، وتقريب التهذيب (١/٣٥٤) وتهذيب التهذيب (٤/٣٦١) وطبقات الحفاظ ص (٢٠) .
(٣) أخرج هذا ابن عبد البَر في كتابه جامع بيان العلم (٢/١٧٩) ولفظه: (لا تُقاعِد أصحاب أرأيت) .
(٤) أخرج هذا الأثر ابن عبد البَر في المصدر السابق (٢/١٦٧) ولفظه: (لا أقيس شيئاً بشىء، قلت لمه؟ قال: أخاف أن تَزِل رجلي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>