وأخرجه الطحاوى في كتابه: شرح معاني الآثار في كتاب الطهارة، باب الاستجمار (١/١٢٢) بلفظ: (رِكْس) إلا أن محقق الكتاب قال في الهامش: وفي نسخة: (رجس) . والرِّكْس -كما يقول الحافظ في الفتح- (١/٢٥٨) بكسر الراء وإسكان الكافِ. وقد اختلف في معناها: ١- فقيل: لغة في رجس بالجيم، يدل عليه رواية ابن ماجه وابن خزيمة والنسخة الثانية من شرح معاني الآثار للطحاوي. وبه صرَّح الفيُّومي في المصباح حيث قال: (الركس بالكسر هو: الرجس) . ٢- وقيل: الركس: الرجيع، رُدّ من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة، كما يقول الخطابي. أورد من حالة الطعام إلى حالة الروث، كما يرى الحافظ. وقريب منه كلام ابن فارس في معجمه. ٣- وقيل الركس: طعام الجن، كما يقول النسائي، وهو قول كريب كما يقول الحافظ. قلت: ولعل الذي حمل النسائي على هذا التفسير ما جاء في الحديث: (لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن) الترمذي (١/٢٩) . فإن كانت علة النهي واحدةً، وهي كونها زاد الجن فتكون رواية: (فإنها ركس) مفسَّرة بالرواية الأخرى (فإنها زاد إخوانكم من الجن) ، ويكون تفسير النَّسائي وجيهاً، ولكن يعكر عليه عدم ورود ذلك لغة. وإن كانت علة النهي مركبة من أمرين: كونها ركس، وكونها زاد الجن أو كون كل واحد من هذين الأمرين يصلح علة لو انفرد فلا يكون لكلام =