للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحن نبين صحة هذه العبارة، ونوضح الغرض منها، ونقيم الحجة عليها.

فالدليل (١) على صحة هذه العبارة: وجود استعمالها في الكتاب والسنة وإطلاق من تقدم من علماء السلف وفقهاء الأمصار.

أما الكتاب: فقوله تعالى: (فَبَشر عِبَادِ الذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَبِعُونَ أحْسَنَهُ أوْلَئِكَ الذِينَ هَدَاهُمُ الله وَأوْلَئِكَ هُمْ أوْلُوا الألبَابِ) (٢) .

والسنة: ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما رآه المسلمون حسناً، فهو [٢٥١/أ] عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئاً، كان عند الله سيئاً) .

وروي مثله عن ابن مسعود (٣) .

وأما إطلاق ذلك من السلف وفقهاء الأمصار: فما روي عن إياس بن معاوية (٤) أنه كان يقول: "قيسوا للقضاء ما صلح الناس، فإذا فسدوا فاستحسنوا" (٥) .


= ولكنَّ المتأخرين من أصحابه - كما يقول الشيرازي في شرح اللُّمع (٢/٩٧٣) ، يقولون بالاستحسان، وهو عندهم: "ترك أضعف الدليلين لأقواهما، وقد يكون بدليل النص، وقد يكون بالإجماع، وقد يكون بالقياس، وقد يكون بالاستدلال بالنص".
وانظر: الرسالة ص (٥٠٣) والأم (٧/٢٩٤) والتبصرة ص (٤٩٢) .
(١) في الأصل: (بالدليل) .
(٢) آية (١٧-١٨) من سورة الزمر.
(٣) يعني موقوفاً على ابن مسعود - رضي الله عنه - قلتُ: وهو الصواب.
(٤) هو: إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني، أبو واثلة البصري. روى عن أنس وسعيد بن المسيب وغيرهما وعنه حميد الطويل وشعبة وغيرهما ثقة يضرب به المثل في الذكاء والفطنة. كان قاضياً على البصرة توفى سنة (١٢٢هـ) .
له ترجمة في: أخبار القضاة (١/٣١٢) وتهذيب التهذيب (١/٣٩٠) .
(٥) قول إياس هذا ورد بنصه في أخبار القضاة (١/٣٤١) والتمهيد (٤/٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>