للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك إذا توجه الخطاب إلى الصحابة -رضي الله عنهم- دخل فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} ١، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض عليكم" ٢،ونحو ذلك.

وقد قال أحمد -رحمه الله- في رواية أبي طالب٣ في رجل قال: إن أكلت هذا الطعام فهو علي حرام، فإن أكله عليه كفارة يمين، حديث عائشة وحفصة٤، لما قالتا للنبي -صلى الله عليه وسلم: نشم منك رائحة معافر٥، قال: "لا،


١ "١٠٣" سورة التوبة.
٢ هذه العبارة تَرِدُ في عدة أحاديث، ومنها على سبيل المثال: ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، بلفظ: "يا أيُّهَا الناسُ قد فُرِضَ عليكم الحجُّ، فحجوا ... " "٢/ ٩٧٥"، وكلام المؤلف يشعر بأنها آية، حيث عطف كلمة "قوله" على: "قوله تعالى"، وليس الأمر كذلك.
٣ هو أحمد بن حميد أبو طالب المشكاتي، من أصحاب الإمام أحمد الذين رَوَوْا عنه مسائل كثيرة، كان أحمد يكرمه، كما كان رجلا صالِحًا زاهدًا. مات قريبًا من موت الإمام أحمد.
انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة "١/ ٣٩".
٤ هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- تزوجها الرسول -عليه الصلاة والسلام- سنة: ٣هـ، عند الأكثر، ماتت سنة: ٤١ هـ، وقيل سنة: ٤٥هـ.
انظر ترجمتها في الاستيعاب: "٤/ ١٨١١"، والإصابة، القسم السابع، ص: ٥٨١، طبعة دار نهضة مصر.
٥ هكذا في الأصل: "معافر" بالعين المهملة على وزن: مفاعل، والذي في صحيح البخاري ومسلم: "مغافير" بالغين المعجمة على وزن: مفاعيل، وكذلك الشأن في محاسن التأويل للقاسمي: "١٦/ ٥٨٥٣"، وأحكام القرآن للجصاص "٥/ ٣٦٢"، ومفاتيح الغيب للفخر الرَّازي "٣/ ٤١". و"المغافير" -كما قال القاسمي في المرجع السابق-: "صمغ حلو، له رائحة كريهة، ينضحه شجر يقال له: العُرْفُطُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>