للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل شربت عسلا، ولن أعود إليه"، فأنزل الله تعالى: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ} ١، وإنما كان شرب عسلا٢.

وقال أيضًا فيمن حرم أَمَته: عليه كفارة.

واحتج: بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرم مارية القبطية٣، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ} ٤. وهذا يدل من


١ "١" سورة التحريم.
٢ هذه الرواية في سبب نزول الآية، أخرجها البخاري في كتاب التفسير، باب سورة التحريم "٦/ ١٩٤".
كما أخرجها مسلم في كتاب الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم يَنْوِ الطلاق "٢/ ١١٠٠".
وراجع في سبب نزول هذه الآية: تفسير القرآن العظيم لابن كثير "٤/ ٣٨٧".
٣ هي مارية بنت شمعون القبطية، مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأم ولده إبراهيم، أهداها إليه المقوقس. توفيت سنة: ١٦هـ، ودفنت بالبقيع، وصلى عليها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه.
انظر ترجمتها في: الاستيعاب "٤/ ١٩١٢، ١٩١٣"، والإصابة، القسم الثامن "ص: ١١١" طبعة دار نهضة مصر.
٤ "١" سورة التحريم.
وكون هذه الآية نزلت في قصة مارية القبطية -رضي الله عنها- لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، إلا أن إسناده صحيح، كما صرح بذلك الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره "٤/ ٣٨٦". وقد رجح كون قصة مارية سببًا لنزول الآية -جمالُ الدين القاسمي في تفسيره محاسن التأويل "١٦/ ٥٨٥٥". =

<<  <  ج: ص:  >  >>