للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدوا التي نقصت تسعين١ من مائة ... ثم ابعثوا حكمًا بالحق قوالًا٢

والجواب: أن هذا ليس باستنثناء؛ لأنه لم يأت بحرف الاستثناء؛ وإنما ذكر نقصان الأكثر مما دخل تحت الاسم.

واحتج: بأنه إخراج بعض ما يجب دخوله في اللفظ؛ فصح في الأكثر كما يصح في الأقل، كالتخصيص.

والجواب: أن التخصيص أوسع، ألا ترى أنه يصح بدليل منفصل، والاستثناء لا يصح إلا متصلًا، والتخصيص لا يختص بعبارة، والاستثناء [٩٣/ب] يختص بحروف مختصة، والتخصيص يجوز بسائر الأدلة: الشرع والعقل، والاستثناء لا يقع إلا باللفظ.

ولأن من جنس التخصيص ما يرفع الجملة، وهو النسخ؛ لأن التخصيص تخصيص الأعيان، والنسخ تخصيص الزمان، وليس من جنس الاستثناء ما يرفع الجملة.

وقد ذكر هذا ابن عرفة النحوي٣ في كتاب الاستثناء


١ هكذا في الأصل، ولعل الصواب: "سبعين" بدليل كلام ابن عرفة الآتي ذكره.
٢ نقل ابن قدامة في "الروضة" ص"١٣٤" عن ابن فضالة النحوي قوله: "هذا بيت مصنوع ولم يثبت عن العرب".
٣ هو: إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان أبو عبد الله العتكي الأزدي الواسطي، المعروف بنفطويه. كان عالمًا بالعربية واللغة والحديث. أخذ عن ثعلب والمبرد. له مؤلفات كثيرة، منها: "غريب القرآن"، و"إعراب القرآن"، و"الاستثناء والشروط في القراءات".
مات في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ٣٢٣هـ، وله من العمر تسع وسبعون سنة تقريبًا.
له ترجمة في: "إنباه الرواة": "١/١٧٦"، و"البداية والنهاية": "١/١٨٣١"، و"بغية الوعاة": "١/٤٢٨"، و"تاريخ بغداد": "٦/١٥٩"، و"شذرات الذهب": "٢/٢٩٨"، و"غاية النهاية": "١/٢٥"، و"طبقات المفسرين" للداودي "١/١٩"، و"المنتظم": "٦/٢٧٧"، و"ميزان الاعتدال": "١/٦٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>