للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٥٤٧ - حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: (أخبرنا) (١) عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبر: أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل اللَّه: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٢] فلما خالف أصحاب النبي وعصوا ما أمروا به، (أفرد) (٢) رسول اللَّه في تسعة: سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم، فلما رهقوه (قال) (٣): "رحم اللَّه رجلا ردهم عنا"، قال: فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل، فلما رهقوه أيضا قال: "يرحم (اللَّه رجلا ردهم) (٤) عنا"، فلم يزل يقول حتى قتل السبعة، فقال النبي لصاحبيه: "ما أنصفنا أصحابنا".

فجاء أبو سفيان فقال: أعل هبل، فقال رسول اللَّه : ("قولوا: اللَّه أعلى وأجل"، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول اللَّه ) (٥): قولوا:

⦗٤٨٠⦘

"اللَّه مولانا، والكافرون لا مولى لهم"، فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، يوم لنا ويوم علينا، ويوما (نساء) (٦) ويوما نسر، حنظلة بحنظلة، وفلان بفلان، وفلان بفلان، فقال رسول اللَّه : "لا سواء، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون".

ثم قال أبو سفيان: قد كان في القوم مثلة، وإن كانت (٧) بغير ملاء مني، ما أمرت ولا نهيت، ولا أحببت ولا كرهت، ولا ساءني ولا (سرني) (٨).

قال: فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع إن تأكلها، فقال رسول اللَّه : "أكلت منه شيئا؟ "قالوا: لا، قال: "ما كان اللَّه ليدخل شيئا من حمزة النار"، فوضع رسول اللَّه حمزة (فصلى) (٩) عليه، وجيء برجل من الأنصار فوضع إلي جنبه فصلى عليه، فرفع الأنصاري وترك حمزة، ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه، ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة (١٠).


(١) في [أ، ب، ي]: (أنبأنا).
(٢) في [جـ]: (فرد).
(٣) في [أ، ب]: (فقال).
(٤) في [ي]: (يرحم).
(٥) سقط من: [جـ، ي].
(٦) في [أ، ب]: (مشا).
(٧) في [هـ]: زيادة (لعن).
(٨) في [أ، ب]: (يسر نحو).
(٩) في [ص، ي]: (فصل).
(١٠) منقطع؛ الشعبي لم يسمع من ابن مسعود، أخرجه أحمد (٤٤١٤)، وابن سعد ٣/ ١٦، وعبد الرزاق (٦٦٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>